لماذا لم يشهد العراق حتى الآن أي حالة جوية ممطرة
رغم مرور أسابيع من فصل الخريف، ما تزال الأجواء في العراق مستقرة وجافة دون تسجيل أي حالات مطرية تُذكر، باستثناء بعض المناطق في المنطقة الشمالية. ويعود هذا الاستقرار إلى مجموعة من العوامل الجوية والعلمية التي تؤثر على المنظومة المناخية الحالية في البلاد 👇
1️⃣ سيطرة المرتفع الجوي شبه المداري
تتحرك الكتل الهوائية في نصف الكرة الشمالي ضمن دورة تُعرف باسم دورة هادلي (Hadley Cell)، حيث يهبط الهواء في خطوط العرض بين 25 إلى 35 درجة شمالاً، مسببًا مناطق ضغط مرتفع شبه مداري. هذا النظام الجوي يؤدي إلى استقرار الأجواء وغياب السحب الممطرة، كما يترافق عادةً مع الرياح الشمالية الشرقية التجارية التي تمنع تطور المنخفضات المحلية.
2️⃣ غياب المنخفضات الجوية المتوسطية
حتى الآن، لم تنحدر أي موجات باردة فعالة من شرق البحر المتوسط نحو العراق، حيث يتموضع التيار النفاث شمالاً، مما يجعل النشاط المطري محصوراً في تركيا وشمال بلاد الشام وبعض مناطق شمال العراق فقط.
3️⃣ استمرار النشاط الحراري السطحي
ما زالت درجات الحرارة مرتفعة نسبيًا في معظم طبقات الجو، خصوصًا في وسط وجنوب البلاد، وهو ما يقلل من الفوارق الحرارية الضرورية لتشكل حالات عدم استقرار جوي.
4️⃣ ضعف الرطوبة في الطبقات العليا
تشير القياسات إلى انخفاض واضح في الرطوبة الجوية في الطبقات العليا (700 و500 مليبار)، مما يمنع تطور السحب الركامية الممطرة حتى عند وجود بعض الاضطرابات السطحية البسيطة.
5️⃣ مرحلة انتقالية موسمية
يُعد شهر تشرين الأول فترة انتقالية بين الصيف والشتاء، وغالبًا ما تسود فيه أجواء مستقرة نسبيًا، حتى تبدأ المنخفضات الجوية الفعالة بالظهور تدريجيًا مع بداية النصف الأول من شهر تشرين الثاني.
🌧️ الخلاصة:
العراق ما زال تحت تأثير منظومة جوية مستقرة، نتيجة تمركز المرتفع الجوي شبه المداري وضعف المنخفضات المتوسطية. لكن مع تقدم الموسم وبرودة الأجواء تدريجيًا، يُتوقع أن تبدأ أولى الحالات الممطرة خلال شهر تشرين الثاني المقبل.
