لماذا تخلو مناطقنا من السحب حالياً
الصورة المرفقة (من الأقمار الاصطناعية عند الساعة 10:15 صباح الثلاثاء) توضّح أن مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تكاد تخلو تماماً من السحب، في حين أن الغطاء السحابي يتركز بشكل واضح فوق أوروبا وحوض البحر المتوسط.
فما هو السبب وراء هذا المشهد الجوي المستقر؟
العوامل الجوية المؤثرة حالياً
1- سيطرة المرتفعات الجوية
يسود المرتفع الجوي شبه المداري، الذي يؤدي إلى هبوط الهواء من الأعلى إلى الأسفل، وهذا يمنع تكوّن السحب نتيجة جفاف الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
2- كتل هوائية جافة ودافئة
في هذه الفترة من السنة (بدايات الخريف) ما زالت المنطقة تحت تأثير امتدادات المنخفضات الحرارية والكتل المدارية الجافة القادمة من شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا، ما يجعل نسبة الرطوبة في طبقات الجو الوسطى والعليا ضعيفة جدًا.
3- غياب الاضطرابات الجوية
المنخفضات الجوية والتيارات النفاثة تتركز حالياً في العروض العليا (أوروبا – وسط المتوسط)، في حين تبقى أجواء منطقتنا مستقرة وخالية من الاضطرابات الفعّالة.
4- تأثير الصحارى الواسعة
الصحراء الكبرى والجزيرة العربية تقل فيها الرطوبة السطحية بشكل كبير، مما يقلل من فرص تشكّل السحب إلا في ظروف خاصة جدًا.
متى تبدأ الحالات الجوية الفعّالة؟
عادةً مع أواخر أيلول/سبتمبر وبداية تشرين الأول/أكتوبر يبدأ الحزام البارد بالانحدار جنوبًا نحو شرق المتوسط، مما يؤدي إلى تشكّل منخفضات جوية تجلب السحب والأمطار خاصة لبلاد الشام وشمال العراق، وقد تمتد أحيانًا لتؤثر على أجزاء من شمال الجزيرة العربية.
✦ الخلاصة:
غياب السحب حاليًا سببه سيطرة المرتفع الجوي مع هواء جاف ودافئ، بينما النشاط المطري والعواصف يتركز شمالًا فوق أوروبا والمتوسط. لكن مع تغيّر موقع التيار النفاث واقتراب الخريف الفعلي، سنتابع فرص الحالات الجوية القادمة.