مقدّمات القيظ وجمرة القيظ في العراق الفارق بين “حر البدايات” والصيف الفلكي
![]() |
في العراق، لا يُقاس الموسم الحار بأيام التقويم الفلكي فقط، بل أيضًا بما يشعر به الإنسان من حرارة وجفاف. ينقسم الصيف العراقي إلى مرحلتين مميزتين: مقدمات القيظ وجمرة القيظ. سنتعرّف في هذا المقال إلى الفروق بين هاتين المرحلتين، وكيف يؤثر الصيف الفلكي على طول النهار ودرجات الحرارة، مع تسليط الضوء على المصطلحات المحلية مثل حر البدايات وسموم الرياح.
١. ما هي “مقدمات القيظ” أو “حر البدايات”؟
مقدمات القيظ أو ما يُسمّى محليًا “حر البدايات” هي الفترة التي تسبق الذروة الحارة في الصيف، ويبدأ فيها الجو بالاشتداد تدريجيًا. أهمّ خصائص هذه المرحلة:
- ارتفاع في درجات الحرارة النهارية والأساسية، لكنها تبقى تحت مستوى الذروة.
- ظهور رياح ساخنة تُعرف بـ“السموم” تحمل معها تيارات حارّة جافة.
- لا تزال فترات الصباح والليل تشهد بعض الاعتدال، مع فُرَص لتراجع الحرارة قليلاً.
- تستمر هذه المرحلة عادةً حتى بداية شهر تموز (يوليو)، وتكون مدة تأثيرها في العراق ما بين 4 إلى 6 أسابيع تقريبًا.
٢. ما هي “جمرة القيظ”؟
جمرة القيظ هي مرحلة الذروة الحارة في الصيف، وتمتاز بما يلي:
- تسكن الرياح تدريجيًا، ويقلّ نشاطها حتى تكون شبه ساكنة.
- تصل درجات الحرارة النهارية إلى أعلى مستوياتها، وقد تتجاوز 50°C في بعض المناطق الداخلية.
- سُمية الهواء تزيد، ويشعر الناس بأن الجو لاهــــب حتى بالظل.
- تدوم عادةً من بداية تموز وحتى منتصف آب (أغسطس)، أي ما يقارب 5–6 أسابيع.
٣. الصيف فلكيًا: كيف يختلف عن الحرارة المحسوسة؟
على الرغم من أننا نشعر بالحرارة الشديدة أثناء مقدمات القيظ وجمرة القيظ، إلا أن **الفصول الأربعة فلكيًا** تعتمد على **موقع الأرض بالنسبة للشمس**:
- يبدأ الصيف الفلكي في نصف الكرة الشمالي عند وقوع الانقلاب الصيفي في 21 يونيو، وهو اليوم الذي يصل فيه ميل الشمس إلى أقصى شماله.
- في هذا اليوم، يكون النهار بأطول **مدة** على مدار السنة، وتستمر الأيام في التقصير حتى انقلاب الشتاء.
- الفصل الفلكي لا يقيس الحرارة بل يعتمد التوقيت الفلكي، بينما **الحرارة المحسوسة** تقاس بأجهزة القياس والاحساس البشري.
٤. تأثير “السموم” على الجسم والأراضي
“السموم” هي رياح ساخنة وجافة تنقل معها أتربة دقيقة تؤثر على:
- الصحة العامة: تزيد من عبء الجهاز التنفسي وتهيج العينين والحلق.
- المحاصيل الزراعية: تجفف التربة وتضعف نمو النباتات، مما يتطلب خطط ري إضافية وحماية للمحاصيل.
- البنية التحتية: تؤدي إلى تآكل المباني وضرورة صيانة دورية للطرق والأجهزة المكشوفة.
٥. نصائح للتعامل مع الحرّ الشديد
للتخفيف من آثار الحرّ الشديد خلال مرحلتي مقدمات القيظ وجمرة القيظ:
- ارتداء ملابس فاتحة وخفيفة مصنوعة من أقمشة طبيعية.
- شرب كميات كافية من الماء (2.5–3 لتر يوميًا على الأقل).
- تجنّب النشاطات الشاقة في ساعات الذروة (12 ظهرًا – 4 عصرًا).
- البقاء في الظل أو الأماكن المكيفة قدر الإمكان.
- استخدام واقي الشمس بمعامل حماية SPF30 فما فوق.
- توفير الرعاية للمسنين والأطفال وذوي الأمراض المزمنة.
الخلاصة
يمرّ العراق بموسم شتمل مرحلتين أساسيتين: مقدمات القيظ أو “حر البدايات” التي تكون فيها الرياح حارة وجافة، تليها جمرة القيظ التي تمثل ذروة الحرارة مع ركود الرياح. أما فلكيًا، فيُحسب الصيف ببداية الانقلاب الصيفي في 21 يونيو. لذا يختلف الشعور بالحرّ عن التوقيت الفلكي. باتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكن التخفيف من آثار الحرارة الشديدة والحفاظ على الصحة والمحاصيل والأجهزة.